دراسة تعزيز دور القوائم الطلابية في الجامعة تحذّر:
قصور الوعي السياسي يجعل الطالب سهل الانقياد!
 
أكدت دراسة جامعية ان غياب الوعي السياسي يؤدي إلى نوع من الفراغ السياسي، وانخفاض مستوى المعرفة السياسية، اضافة الى عدم الاكتراث بما يجري على أرض الوطن، وانحسار الفكر وعدم إدراك قضايا الوطن وقضايا العالم الإدراك الصحيح، بل انه سيؤدي الى ظهور بعض السلوكيات غير المرغوب فيها.
 
حيث دعت أطروحة رسالة الماجستير، التي جاءت تحت عنوان «دور القوائم الطلابية في تعزيز الوعي السياسي لدى طلبة جامعة الكويت»، للباحثة امينة الدوسري من كلية التربية في جامعة الكويت، الى أهمية الدور التربوي في إعطاء الحلول وتعريف الطالب بدوره وإهمية نضج وعيه السياسي، وكيف أن هذا الوعي يساعده في فهم العملية السياسية، التي تدير أمور الدولة في جميع المجالات، وبالتالي تدير عجلة التنمية في البلاد.
 
صنع التغيير
 
وجاء في الدراسة ان اهمية الوعي السياسي لدى طلاب وطالبات جامعة الكويت، والدور المؤثر لهذه الفئة، يكمن في طبيعة الدستور الكويتي، الذي يتيح للمواطن لعب الدور وصنع التغيير من خلال «الحياة النيابية»، مشيرة إلى ان الفترة الجامعية بما يتخللها من انتخابات بين القوائم المتنافسة، فضلا عن الانشطة، ما هي الا نموذج مصغر للحالة السياسية في المجتمع الكويتي.
 
انجراف
 
وحذرت الدراسة من خطر الانجراف وراء بعض التيارات والأحزاب السياسية، التي تحاول التلاعب بالشباب والسيطرة عليهم، ومداعبة أحلامهم بالخطابات الرنانة والوعود الكاذبة، إلى ان ينتهي هؤلاء الشباب بـ«الصدمة السياسية الأولى»، التي تخلف لديهم الإحباط اتجاه المجتمع، وبهذا تفقد الأمم ثروتها الشبابية!
واضافت: ان عدم فهم الطالب للعملية السياسية والوضع السياسي المحلي والعالمي، يؤثر سلبا على الطالب، مما يجعله سريع التأثر وسهل الانقياد للفكر المطروح من قبل القوائم الطلابية، وهذا يؤدي الى تخبط الطالب في الاختيار الصحيح، أو امتناعه التام عن أي مشاركة في هذه العملية الانتخابية الطلابية، وهذا بدوره ينعكس لاحقا على اختياره لمن يمثله في مجلس الأمة، الذي يدير جميع العمليات في البلاد، والامتناع عن المشاركة يترتب عليه انتفاء المصلحة الكبرى للبلاد.
 
مناظرات
 
وخلصت الدراسة ان القوائم الطلابية بجامعة الكويت تقوم بعمل الأنشطة الطلابية التي من شأنها تعزيز الوعي السياسي لديهم، كإقامة مناظرات سياسية بين مختلف التيارات السياسية بنسبة %67.7، وتتواجد ببرامج التواصل لطرح اهدافها ومبادئها بنسبة %83.1، بالاضافة الى أن %75.2 يرون ان القوائم الطلابية تحرص على تعزيز الوحدة الوطنية من خلال نشر «بوسترات».
وبينت ان %57.6 يجدون ان القوائم الطلابية تكتب مقالات دورية تعزز الوعي السياسي، و55.6% اقروا مشاركة القوائم في الحراك السياسي الحاصل.
 
علاقات
 
وبينت نتائج الدراسة العلاقة الايجابية بين الطلبة والقوائم، حيث أكد الطلبة أن القوائم تحرص على التواصل مع الطلبة من خلال جميع وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة %87، فيما ابدى %87.5 من الطلبة بعلاقاتهم الجيدة مع القوائم.
وذكر %81.8 من الطلبة ان القوائم تعمل على المطالبة بحقوقهم المادية وتبدي الاحترام لجميع الطلبة بنسبة.
 
بيئة القوائم
 
وجاءت نتائج الدراسة مؤكدة على البيئة الايجابية للقوائم الطلابية والتي تحث على ابداء الرأي بنسبة %82.1، وترتقي بالحوار والاسلوب في المناقشات بنسبة %81، اضافة الى تقبل النقد والانفتاح على آراء القوائم الاخرى، الا انها كانت تشجع على المشاركة في جميع الاحداث السياسية التي تحدث في البلاد بنسبة اقل، مقارنة بباقي المحاور، وهي %62.2.
 
كفاءة
 
والنتائج الايجابية لمصلحة القوائم في هذه الدراسة عادت وأكدت فاعلية القوائم في ايضاح اهمية دور الطالب كمواطن فاعل في المجتمع بنسبة %85.5 الى جانب حث الطالب على المشاركة في العملية الانتخابية بنسبة تصل الى %89.6، الا انها كانت تحث الطالب على التحليل والتنظير في الامور السياسية على الصعيد المحلي والدولي بنسبة اقل تصل الى %67.8.
 
العينة
 
وبينت عينة الدراسة التي تشكلت من 598 طالبا وطالبة من 6 كليات بجامعة الكويت، وهي الطب، الهندسة، العلوم، التربية، الآداب والشريعة، ان %43.4 من العينة ينتمون الى القائمة الائتلافية، وتليها القائمة المستقلة بنسبة %35.5، فالقائمة الاسلامية بنسبة %8.6، أما قوائم الوسط الديموقراطي والاتحاد الاسلامي والقائمة المدنية، فجاءت نسبهم اقل %4.6، %4، %1 على التوالي.
 
الائتلافية الأولى
 
ووفق الدراسة حازت القائمة الائتلافية على الصدارة، مقارنة ببقية القوائم المشاركة في الاحصائية، لافته إلى ان عراقة تاريخها داخل الحرم الجامعي أعطاها مهارة التعامل وإقامة الأنشطة والفعاليات اكثر من غيرها من القوائم، اضافة الى القائمة المستقلة والتي تعتبر المنافس الأقوى للائتلافية على رئاسة الاتحاد منذ بداية مسيرة القوائم، كما رصدت الدراسة فروقا احصائية لمصلحة القائمة المدنية في الانشطة، مقارنة بالاتحاد الاسلامي الذي حاز على اقل التقديرات بين جميع القوائم.
 
الإناث الأكثر
 
وبينت الدراسة ان هناك فروقا ذات دلالة احصائية ترجح كفة الاناث، مقارنة بالذكور في بعض المحاور، كعلاقة القوائم بطلبة، موضحة ان الفتاة الكويتية منفتحة اجتماعيا، وذات علاقات اجتماعية في محيطها ككل، سواء الاجتماعي والدراسي، وكما أن المرأة تواجه تحديات عدة من المجتمع، كعدم وعيها بشكل كاف بالعملية السياسية، فتحاول أن تبرز نقيض ذلك من خلال مشاركتها وفعاليتها.
وتابعت: اما الذكور وبسبب المسؤوليات العائلية كالزواج ورعاية الوالدين، يجعل الطالب غير مقبل على التفاعل، مع تبادل العلاقات مع غيره من أعضاء القوائم.
 
شبكات التواصل
 
وأرجعت الدراسة سبب النسب المرتفعة في استخدام القوائم، لشبكات التواصل الاجتماعي ان كان مستوى الأنشطة او بعلاقتهم مع الطلبة، إلى ارتباط المجتمع الكويتي بشدة بوسائل التواصل الاجتماعي كالواتس أب وتويتر، لاسيما قطاع الشباب بشكل أكبر، والذي يحتل طلبة جامعة الكويت نسبة كبيرة منه.
وأوضحت أن الطالب لا يجد الوقت الكافي لإقامة العلاقات، لانشغاله في التنقل بين القاعات الدراسية وكتابة واجباته وبحوثه، الا انه واثناء تواجده في المنزل يكون باستطاعة الطالب التواصل مع أعضاء القوائم بشكل أسهل من خلال برامج التواصل الاجتماعي المختلفة.
 
فئات عمرية
 
ورصدت الدراسة فروقاً إحصائية تدل على تفاعل الفئة العمرية من 18 الى 20 سنة بنسبة أكبر مع القوائم، مفسرة ذلك بأن هذه الفئة من العمر، والذين يعتبرون الطلبة المستجدين، قد لا يكون لديهم أدنى فكرة عن القوائم وطريقة عملهم وأهدافهم واتجاهاتهم، فيدفعهم الفضول إلى متابعة هذه القوائم والتأثر بها، بالإضافة الى انهم محور اهتمامات القوائم لاستقطابهم للدخول في عضويتها.
وتابعت الدراسة: أما الفئات العمرية الأخرى فقد انشغلت بالمواد الدراسية والوحدات التي ينبغي عليهم إنهاؤها للتخرج، ما يجعل جدولهم مزدحماً وليس لديهم أي وقت إضافي للتفاعل مع أنشطة القوائم وتبادل العلاقات مع أعضائها.
 
التربية تتصدر
 
كشفت بيانات الدراسة، تقدم الكليات الأدبية، وعلى رأسها كلية التربية على بقية الكليات من حيث أنشطة القوائم وعلاقتها بطلبة وبيئة وكفاءة القوائم، حيث فسرت الدراسة ان طلبة الكليات العلمية لا يملكون الوقت الكافي للتفاعل مع القوائم وذلك لوجود أعباء إضافية على الطالب، كالتواجد في المختبرات العلمية والزيارات الميدانية في المستشفيات ومواقع البناء وغيرها من متطلبات مواد الكليات العلمية.
 
النظام التعليمي
 
أوضحت الدراسة أن التنشئة السياسية ترتبط بالبيئة التربوية والنظام التعليمي ارتباط وثيق، بدأً من الاسرة مروراً برياض الأطفال والمدارس وصولاً الى الجامعات، وجميعها عناصر أساسية في تربية جيل واعي سياسياً ومدرك جيدا، مشيرة الى ان الدراسات العالمية اثبتت ان التعليم السياسي للطفل الامريكي يبدأ في السن الثالثة، وعند وصوله الى سن الثانية عشرة يدرك المفاهيم الأدق كالديموقراطية والحكومة والانتخابات.
طلبة الجامعات
أشارت الدراسة إلى أن الطلاب خلال الفترة الجامعية يتعرضون لمجموعة من العوامل المؤثرة التي تسهم في تشكيل وعيهم السياسي، لذلك ان كانت هذه المرحلة ايجابية ومثمرة لهم، سينتج عن ذلك مواطنين صالحين والعكس الصحيح.
 
تفعيل الدور الوطني
 
أوصت الباحثة في أطروحتها دور القوائم الطلابية في تعزيز الوعي السياسي لدى طلبة جامعة الكويت» للباحثة امينة الدوسري الى عدة مقترحات وتوصيات جاءت كالتالي:
1 – التواصل مع الطلبة بشكل أكبر وخارج نطاق الجامعة في الإجازات والعطل.
2 – تواصل القوائم مع أعضاء هيئة التدريس في بحث سبل تفعيل الوعي السياسي من خلال زيادة النقاش والتفاعل مع مستجدات الأحداث السياسية على الصعيدين المحلي والخارجي، وذلك داخل القاعات والمقررات الدراسية
3 – إقامة ورش عمل ومحاضرات في قاعات مدارس الثانوية العامة تتناول تاريخ القوائم ومسمياتها ومبادئها ودورها داخل الحرم الجامعي
4 – تفعيل الدور الوطني للقوائم والعمل على جعلها أداة للحراك الطلابي في المناداة بحقوقة وقضايا والمشاركة في العملية السياسية للبلاد.
5 – تفعيل موقع الكتروني دائم لكل قائمة كحال الموقع الالكتروني لاتحاد الطلبة.
 
المكان الأمثل
 
بينت الدراسة أن الجامعات تعتبر المكان الأمثل لرفع مستوى الكفاءة والمشاركة في الديموقراطية وزيادة الوعي السياسي ليكون الطالب في ما بعد على مستوى عال من الإبداع والمسؤولية والإدراك.
 
تحديد الاتجاهات
 
ذكرت الدراسة أن الاتحادات الطلابية وما يندرج تحتها من قوائم متعددة، والتي تختلف مسمياتها واتجاهاتها السياسية وأهدافها تبعا للتيارات السياسية المختلفة التي تتبعها، تؤثر إما سلبا أو إيجابا في عملية الوعي السياسي للطلبة وتحدد اتجاهاتهم السياسية.




________________


المصدر: جريدة أجيال


الأفكار الواردة في الأوراق والمداخلات والتعقيبات لا تعبر عن رأي الموقع وإنما عن رأي أصحابها