بعد أن كانت الدول الأوروبية وفي أثناء المراحل الاستعمارية السابقة تحتل المرتبة الاولى فـي القـوة السياســية والاقتصــادية والعســكرية، وتــتحكم فــي حقــوق ومصــائر الكثيــر مــن الــدول التــي اســتعمرتها ومنهــا دول الخلـيج العربـي ذات الأهميـة الإسـتراتيجية والت ـيسـتعمرتها ومـدت نفوذهـا فيهـا بـدءا وكونـت علاقـات سياسـية واقتصادية معهـا فيمـا بعـد، أضـحت اليـوم لا تتمتـع بـذات القـوة وذات النفـوذ لظهـور قـوة ونفـوذ الـدور الأمريكـي فــي المنطقــة، فنظــرا – لأهميــة بــل وتزايــد أهميــة منطقــة الخلــيج العربــي وتحديــداً دول مجلــس التعــاون الخليجــي موضــوع البحــث–يســعى الاتحــاد الأوروبــي ويبــذل الجهــود الكبيــرة لاســتعادة دور الــدول الأوروبيــة أو للحصــول على دور مميز له في علاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي انطلاقاً من الأهمية الإسـتراتيجية لهـذه الـدول أولاً والتـــي يـــرتبط معهـــا تحقيـــق المصـــالح الأوروبيـــة ثانيـــاً، ولضـــمان دور أوروبـــي واضـــح وفاعـــل ومـــؤثر فـــي المنطقة يحاول أن يوازي أو يقترب من الدور الأمريكـي ثالثـاً. ومـن اجـل إقامـة علاقـات التقـارب الأوروبيـة مـع دول مجلــس التعــاون الخليجــي فمــن الطبيعــي أن يضــع الاتحــاد الأوروبــي سياســة محــددة تجــاه مجلــس التعــاون الخليجـي لتحقيـق أهدافـه مـن جهـة وتحقيـق اسـتفادة دول المجلــس مـن تلـك السياسـة والأهـداف مـن جهـة ثانيــة، ولكــن هــل إن الاتحــاد الأوروبــي ومجلــس التعــاون الخليجــي همــا أحــرار فــي الــدخول فــي أي مجــال يقصــدونه لتطوير وتعزيز علاقاتهما أم إنهما مقيدان بضوابط أو حدود لذلك التعامل والتعاون.إن الولـوج فـي هكـذا ميـدان وحمل هكذا أهداف من البديهي أن يواجه تنافسات وعقبات دولية ولاسـيما مـن قبـل الولايـات المتحـدة الأمريكيـة التي تحاول التفـرد بالمنطقـة فـإزاء كـل ذلـك كيـف سـيكون التحـرك الأوروبـي وكيـف سـيقابله تحـرك دول مجلـس التعــاون الخليجــي، أي مــا هــي المصــلحة الخليجيــة فــي تقبــل الــدور الأوروبــي، وكيــف ســيندمج التحركــان لكــي يتفاعل الطرفان ويصلان إلـى تلـك الأدوار التعاونيـة المتوخـاة والتـي تخـدم مـن وجهـة نظرهمـا مصـالح وأهـداف الطــرفين. فطبقــاً . لوجهــة النظـــر المشــتركة ســيكون الطرفــان فـــي حاجــة إلــى توثيــق علاقاتهمـــا مــن خــلال ذلـــك التعامــل والتعــاون الثنــائي الــذي يحقــق مصــالحهما وأهــدافهما المتبادلــة وهــو مــا ســنتناوله فــي البحــث مــن خــلال تقســيمه إلـــى المحـــاور الآتيــة: إذ يتنـــاول المحـــور الأول الأهميــة الإســـتراتيجية لمنطقـــة الخلــيج العربـــي، ويحـــدد المحــور الثــاني بــواكير التواجــد الأوروبــي فــي منطقــة الخلــيج العربــي، أمــا المحــور الثالــث فيشــخص المصــالح والأهداف الأوروبية في منطقة الخليج العربي، ويبين المحور الرابع مجالات التعاون الأوروبي مع دول مجلس لتعــاون الخليجــي، وفــي المحــور الخــامس نبحــث فــي المحــددات الأمريكيــة أمــام الــدور الأوروبــي تجــاه مجلــس التعــاون الخليجــي، ويصــل المحــور الســادس إلــى مســتقبل الــدور الأوروبــي الخليجــي إلــى أيــن شــراكة أم حــوار، فضلاً عن خاتمة البحث.
 
 
 
للقراءة والاطلاع .. اضغط هنا
 
 
__________


الأفكار الواردة في الأوراق والمداخلات والتعقيبات لا تعبر عن رأي الموقع وإنما عن رأي أصحابها