أعلن مركز دراسات الوحدة العربية عن صدور كتاب «اقتلاع الجذور - المشاريع العقارية وتفاقم الخلل السكاني في مجلس التعاون لدول الخليج العربية» للباحث البحريني عمر هشام الشهابي، والكتاب القيم عبارة عن دراسة تُعنى بنشوء وتفاقم الخلل السكاني في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتطورات هذه القضية على مدى العقد الأخير، وما لها من تداعيات خطيرة على المرتكزات الوطنية.

الكتاب يوضح أن العمالة الوافدة التي كان ينظر إليها سابقاً على أنها حاجة ضرورية اضطرت دول الخليج للاعتماد عليها في مجال قطاع الإنشاءات بشكل أساسي، تحولت الآن إلى توجّهات وسياسات وتشريعات استراتيجية لدى أربع دول خليجية (البحرين وعُمان وقطر والإمارات) لاجتذاب الوافدين للإقامة في الخليج بصورة دائمة مقابل شرائهم مساكن فاخرة شُيِّدت من أجل تحقيق الربح في القطاع العقاري، وأصبح من حق المشتري وأسرته الحصول على إقامات دائمة خارج نظام تأشيرات العمل للوافدين؛ وهو بحسب الباحث «أدى إلى انتقال الخلل السكاني التقليدي المزمن والمتصاعد إلى حالة من الخطورة، شكلت ضغوطاً، وقلقاً متزايداً على حقوق مواطني دول المنطقة، وحق شعوبها في أن تكون هي التيار الرئيسي في المجتمع، تصون لغتها، وتحافظ على هويتها العربية - الإسلامية، كما أدّت هذه السياسة إلى تسميم العلاقة الإنسانية بين المواطنين والوافدين عموماً».

وبالنظر إلى عدد الوحدات السكنية التي شُيِّدت من أجل اجتذاب الوافدين في البحرين مثلاً، فإنها تعادل ماهو مطلوب من المواطنين لسد حاجتهم الإسكانية، فالبحرين التي تواجه أزمة إسكانية منذ سنوات طويلة، قامت بتشييد وحدات فاخرة وهي جميعها كافية لسد حاجة البحرينيين، ولكنها في الأساس ليست مخصصة للمواطنين؛ ما يوضح اختلال السياسة من الناحية الاقتصادية، وهذه لها تداعيات ثقافية واجتماعية وسياسية، أشار إليها الكتاب عبر عنوانه «اقتلاع الجذور».

الكتاب مهم جدّاً؛ لأنه يأتي في وقت يزداد فيه الحديث عن الشأن الخليجي، ولكن الحديث المتكرر يغفل قضايا جوهرية في بلداننا الخليجية، من بينها قضية الخلل السكاني، حيث أصبح الوافد الآن «مطلباً» و «هدفاً» استراتيجيّاً يتم اجتذابه من خلال سياسات المشاريع العقارية الضخمة والمدن الجديدة الموجهة بشكل رئيسي إلى المشتري الدولي، وهو ما يمثل «اقتلاعاً» لجذور المجتمع.





المصدر: صحيفة الوسط البحرينية



الأفكار الواردة في الأوراق والمداخلات والتعقيبات لا تعبر عن رأي الموقع وإنما عن رأي أصحابها