Reports 2019



كما جرت العادة، يخصَّص هذا القسم من العمل لرصد وتحليل أبرز المستجدات السياسية والاجتماعية في دول مجلس التعاون، منطلقين من المنظور العام لهذا الإصدار، ألا وهو المواطنة.

بات من الواضح أن الأزمة الخليجية وآثارها ما زالت تسيطر على مستجدات المنطقة خلال 2018، رغم مرور أكثر من عام على اندلاعها. ويبدو أن أية حلول لها ليست قريبة، سيما بالنظر إلى اصطفاف وسائل الإعلام المملوكة من قبل كل طرف في معركة إعلامية لم تقم اعتباراً لأي مما كان يعتبر خطوطاً حمراء بالنسبة للصراعات التي تمر بها دول المنطقة في السابق. وتبقى الحقيقة الوحيدة في هذه الأزمة متمثلة في حجم الضرر الذي تعرضت له العلاقات الاجتماعية بين مواطني أقطار تربطها علاقات قرابة ومصاهرة ووحدة مصير منذ القدم.

وعلى الرغم من هذا الخلاف، ترصد أوراق هذا القسم اتفاق أغلب الدول على السير في درب التطبيع مع الكيان الصهيوني (فيما عدى الكويت نسبياً). فقد شهد عام 2018 زيارات متعددة لوفود صهيونية رسمية وغير رسمية إلى أغلب دول المجلس، ومشاركتها في العديد من الفعاليات، حتى وصل الحال إلى زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني لأراضي الخليج خلال هذا العام، إضافة إلى وزراء ومسؤولين آخرين.

أمر آخر اتفقت عليه السلطات هو الاستمرار في نهج الحكم المطلق، وقد شهد عام 2018 تصاعداً في استخدام أدوات القسر، بما فيها الاعتقالات والمحاكمات السياسية، علاوة على ظاهرة إسقاط الجنسية أو سحبها. وقد تكون الحادثة التي كان لها أكبر انعكاس على المستوى العالمي هي اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، التي وصلت ارتداداتها الى أروقة السياسة في واشنطن. في المقابل، لم يطرأ أي تغير جذري من ناحية الإصلاح السياسي وتفعيل المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، على الرغم من تواصل الحراك المجتمعي بشكل متفاوت على مستوى دول المجلس.

اقتصادياً، شرعت أغلب الدول في اعتماد سياسات مالية تقشفيه، باستثناء القطاعين العسكري والأمني، وفرضت بعضها ضريبة القيمة المضافة، فيما رفعت أخرى الضرائب على بعض السلع الكمالية في ظل التواصل في تذبذب أسعار النفط. وإجمالاً، فإن الاتجاه العام يدل على تفاقم أوجه الخلل المزمنة سياسياً واقتصادياً وأمنياً وسكانياً، دون تبلور بوادر سياسات جادة على مستوى الحكم للتصدي لأي منها، في مقابل تحركات مجتمعية تواجه صعوبات وعقبات جمة.

 

لقراءة الجزء التالي من الاصدار

لقراءة النسخة الكاملة من الاصدار (pdf)

لتصفح محتويات الاصدار الكترونيا

 



الأفكار الواردة في الأوراق والمداخلات والتعقيبات لا تعبر عن رأي الموقع وإنما عن رأي أصحابها